الخميس، 29 أكتوبر 2009

دمية الألم








تَلَقيتُ دميتي الصغيرة ذات الملمس الناعم

.. والاعين البراقة.. والأبتسامة الراضية ..

فعلاً كم هي جميلة ..



ذات يوم ..









*

*



وجدت من ستكون تحت وطأة رحمتي وغضبي وشري
وخيري دون التبرم ولا الاعتراض بكلمة..
ففكرت حينها كيف سأبدأ بتعليمها وتلقينها دروس القسوة المحكمة
أكثر من أصفاد ملتصقة بمعصم سجين,عربي ,مسلم ,
وأيضاً مظلوم !..


*

كيف سأذيقها حرارة الوجع أكثر

من صفعة جندي مدرع,

مسلح, عريض المنكبين,ضخم القامة على وجه طفل أنحنى ليربط حبال

حذائه فأعتقد أنه سيرميه بحصاة صغيرة

تسقط قبل أن تصل إلى الرياح

العابرة بجانبه..



*


كيف سأحرقها بِهَمٍّ أشد
احتماء من فحم متقد
حول شاب بعمر الزهور اليانعة التي تتشوق لندى الفجر بعد تبرعم
طويل المدى إلى رماد أنتشر بسماء
حمراء مع رياح الموت الدامي ..



*




كيف سأجعلها تفقد القدرة على البكاء

كدموع تحجرت بمقلة أب يرى

أرض والده وأرضه وأرض أبنائه

وأرض أحفاده المخضرة تنبش

كقبور لأحياء..أقصد بقايا لأحياء.بعد تهشيم وتحطيم لمستقبلهم

ولحاضرهم ولماضيهم فليست هناك

دموع تستطيع غسل هذا ..




*


كيف سأخرسها وأنسيها
معنى الحديث كامرأة بشرت
بزف فلذات أكبادها التي عاشت معهم أحلام
هذا اليوم منذ ولادتهم وهي تحكي لهم كيف ستختار لهم شريك عمر ينسيهم عدوان وطغيان جاحف
,بزفهم نحو الجنة النعيم الأبدي
فيتعالى صوتها مزغردة بعالي الصوت تشد شعرها بكلتا اليدين ..رافعة بصرها
نحو السماء مودعه أرواحهم لبارئها
وسط نواح وعويل ..





*

*



لماذا أتعب نفسي وأرهقها باختراع تلك الأساليب ؟!

فقط سألقي بها بوسط دوامة

دماء ,حرة , أبية ,نزفت من عالمنا العربي المريض..

فهي كفيلة بكسر جبال

من الهمم الشامخة فكيف

وما بالي بقطعة قماش بالية متهرئة؟!.



*



همسة وامضة:
عذراً .. عذراً..
عذراً أخوتنا بعراقنا الزاخر بصدى وقع حوافر
وصهيل أحصنة فرساننا وبصليل سيوفهم ذوات النتوء والتعاريج..
عذراً فلسطيننا الثكلى بلد الصمود والبسالة .. بلد الشجاعة.. بلد المقاومة العنيدة ..
عذراً بلد المجاهدين..



*



صرختي مستغيثة فأشحنا عنكِ نحو الملذات الذاتية..


نقلتي لنا واقعك المخزي لنا كعرب فتضايقنا من عنف تلك المشاهد لنحول فضائياتنا

نحو الفاسقات الماجنات المتمايلات بأجسادهن التي لاتكاد مغطاة على مسارحنا الفارهة

والمكتظة بعقول فارغة..







*



سمعنا آهتك .. تألمك.. أنينك .. فرفعنا أصوات ضحكاتنا لنكمل سهراتنا الليلية حتى ننام على أصوات أذان الفجر الطاهر..



كتبتي لنا رسائل لطلب الإعانة فألقينا بها لنمسك برسائل الحبيب القاسي

فنريح أجسادنا المتهالكة من الحب العذري على فراشنا الدافئ الفخم فنغفو

على دموع تافهة ..


عذراً ..........عذراً.........تلك الفراغات سأملؤها ببلدان

خريطتنا العربية بدولة تلو الأخرى

حسب ترتيب أيدي العالم النجسة ..







فأرجوكِ سامحينا على انشغالنا بدميتنا عنك..

*








0 التعليقات:

إرسال تعليق

افْضِ مِنْ دَلْوك ..