الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

نظرية فهم الآخر



سياسة ونظرية .. الفهم للآخر ..

بهذا الأوان وقد جمع من كل بستان غرابة بذرة وشتلة , نحتاج لمقدار وافي وكافي لفهم الآخر ..
تغيرت موازين العقول واختلت للمصداقية .. نجد من العجب ما يبقي تلك العيون مشدوهة لقرن آخر ..
نخطئ كثيراً بتقييم الأمور وتخطيء هي أضعافاً بإيصالنا نحو الطرف الآخر ..
نجد المتضادات والاختلافات والفروق باتساع وبخطوات كبيرة تفقد الاتزان بالفعل !!
فنجد بنفس واحدة ما يكفي جموع غفيرة من معتقدات ومذاهب !!



فما لسبب لهذا الوضع وانتشاره وتوسع مساحته ؟
حاولت البحث عن الإجابة فأدخلتني بمتاهات الظرف , التربية , البيئة , الفكر الناتج من اجتهاد شخصي ونال من الخطأ النصيب الأكبر , العصبية والتعصب وهنا المصيبة , والكثير وذكرها قد يدخلنا متاهات بغنى عنها ..

لكن جميعها أوحت لي بضرورية البدء بالاختيار إما أن أضل مع المعتقين المنتظرين صفوفاً لنيل الفهم من الآخرين أو إراحة البال والبدء بفهم من حولنا ..

اخترت إراحة البال وجربتها .. فما إن أسمع صراخ أفهم حينها بأن الشخص لا يزال يعتقد بأن مجتمعه ككأس إما أن يملأه بذلك الصوت أو سيموت عطشا من التجاهل .

وما إن أرى دموع وعويل حتى يقتنع ذهني تلقائياً بأن الشخص لايزال هائماً بين أرض السماح وسماء الرضا ..

وما إن أرى تعنت وتحدي حتى يخبرني ذهني بأن الشخص يفتقد لهويته ويحتاج بشدة لإيجادها أو اقتناء جديدة بأسرع وقت ..

وما إن أجد من قد نصب نفسه فلتة لزمانه وعالم أوانه وعبقري عصره سيخبرني ذهني ضاحكاً بسخرية أن هذا الشخص يعاني من فقد الثقة "تامة غير مجزئة " , فيا معين أعنه ..

وما إن يتقيأ سمعي من كذبٍ حينها أعلم بأن المقصود يعوض خواء واقعه بخلق واقع يلائمه ..

وما إن أسمع ضحكات تتعالى وقهقهة تتهاوى حتى يهمس لي ذهني بأن الفرح يجتر حلواً كان أو مراًً ..

وما إن أقابل أناساً تتخبط الحروف بحناجرهم وتتضايع بألسنتهم فأعلم يقيناً بأنهم قد سمعوا تلك الضحكات عليهم لا معهم ..

وما إن أرى ألسناً قد تحولت لشفرات شكوى , مع شحذ وسنٍّ بتتابع , متلهفة لأذن خاوية , وصدى متعاطف , يتبادر لعقلي كيف لجسد يحمل تلك الأثقال بلا عكازه قناعة ؟! بالتأكيد سيقع ..

قلائل هي تلك الأحوال المذكورة مقارنة ما على جبين أرض لاكتها أجساد بفكر يتخبط مابين صواب والكثير من خطأ , وجميعها تشعرني بشفقة نحو ضعف دب في النفوس , ووهن يتآكل ما بداخل تلك الرؤوس ..

و حينها ستعلم أنك قادر على فهم الآخر وعذره , فهو لا يمتلك تلك النظرية أو السياسة مما جعلته حالة تدرس لصرف وصفة عاجلة لضعف تمكن من الولوج فيه والاستحواذ عليه ,
صنعه لنفسه أو كان فرضاً من غيره بجميع الحالات قد استقبله بأذرع مفتوحة واتخذه منهج ..


...
ختاماً :
قرأت مرة : أنه من عدالة الحياة أن نجد سعادتنا عبر بوابة الآخرين ..
فكم قد انتشت سعادتي عندما علمت بأني أفضل منهم حالاً .. جميعاً ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افْضِ مِنْ دَلْوك ..