الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

الأمل




الأمل :
تلك الكلمة التي استهلكت مني من الوقت والجهد الكثير والمكلف للعثور على معنآها ..
مامعنى الأمل؟
أمعناه الرضا بما قسم قد يكون هذا قريبا من القناعة
أم الكذب على أنفسنا بغد أجمل؟!
ولكن الكذبة سريعة الزوال ليست كما الأمل دائمة التأثير والمفعول..





الأمل هي القوة للوقوف دون تمكن اليأس من أجسادنا والبدء بالنهش بعزائمنا..
فكرت قليلاً عن الشعور بالأمل وكيف قد تتيقن بأن الذي ترآه واقع في الأمل؟!
الأمل ليس كما الحزن نستطيع لمسه بالعبوس أو باندلاق الدموع
وليس كما الفرح نستطيع استشعاره ببضع ضحكات وألق ابتسامات
الأمل قوة عظيمة قادرة على تهشيم الصعوبات والمشقات لرمادٍ تذروه الرياح ..
فالأمل سلاحك بطرق الحياة التي لاتعلم ماقد ستواجه فيها أو إلى أين ستذهب
فقد لتمشي بها متسلح بالأمل ومطمئن بنيل الأفضل والظفر بنعم هذه الرحلة ..
وماسيحدث لك من ألم هناك ماهو أسوأ منه
وما أتى لك من خير فهناك الكثير منه منتظرك لبذل المسببات لتحقيقه والحصول عليه ..




كيف تعيش مع الأمل وبه ؟
وكيف قد نجد الشخص الآمل؟

أعتقد بأنه شخص يبقى صامداً بالرغم من الدفعات المتتالية لجسده من الزمن عفوا من يعيش بهذا الزمن..
إذن سنجده واقفاً مستعداً للمشي مهما تعثر وسقط بل
سيعاود النهوض ونفض ماعلق به من أغبرة للمحاولة مرة بعد أخرى
حتماً كلما كثر طرق الباب كان فتحه وشيكاً ..
سيكون فاتحاً كلا ذراعيه مستعداً لاحتضان هذه الحياة
و ماتملكه من خبايا مستعداً لصنع من كل عثرة سفح
وقمة يسعى لصعوده ليرى خلفه حلم وهدف..
له همّة من حديد قآدر على إكمال الطريق بنفس جميلة مغطاة بدفء الأمل ..
وقادراً على تحويل خسائره إلى أرباح والنظر للجانب المشرق من أموره ومايحدث بها
حتى عصير الليمون الحامض اضف له سكراً يكن حلواً ..
أيضاً مهارة التكيف مع الظروف أمراً مهماً
فلاتكن معها قاسياً فتكسر ولاليناً فتعصرك بل تكيف معها بحيث تحولها لك لا عليك ..



سبب اختفائه هذا الأمل
قد يكون المسبب الرئيسي هو من خلال إعطاء العقل كمية كافية من الخيال وتصور المستقبل التعيس..
فنظل نعطيه دفعات من الأفكار بأننا عشنا هذا الألم وسنعيش فيه ابد الدهر ..
وسنذرف أضعاف هذه الدموع بالغد ..
لم تتوقع وتقلق من لاشيء فلم يحدث لك حتى تستعجل ردة أفعالك ؟!
وطالما أن الظلام قد أغشانا فلن نتصور
أن صياح الديك المعلن لانتشاء الفجر قد يسمع ..
أيعقل فقد خالفت سنة الحياة بتعاقب الليل والنهار..
التأسف على ما يحال اقتنائه والرغبة بما عند الغير ومقارنة أنفسنا بهم ..
ولم هم ونحن لا ولم يحق لهم ذاك ونحن لا ؟
الرزق مكتوب من عند ربك قد كتب له ولم يكتب لك ..
الاستعجال على الفرج لا لن يتم شيء بتلك السرعة قد تستغرب وحديثنا عن الأمل ..
نعم تأمل خيراً واصبر على المكاره واحتسبها أجرا عند ربك ..
فلن تذهب مجاهدتك تلك سدى فلك رب رقيب عليك ..
قد يختفي أملك بمقابلتك لأناس لايمتون بصلة للإنسانية فهمهم الشاغل الإنتقام والتحطيم ..
تأكد أنهم ناقمون على أنفسهم لمشاهدتهم نجاحك وما أنت فيه ..
ويحاولون بعبث لجعلك منضم لفشلهم ..
والكثير من المسببات سأترك لتفكيركم حصرها كلاً على طريقة معيشته وماحولها ..





اصنع لنفسك أملاً
(أمل) ثلاثة وجدت لكسر ثلاثة أحرف "حزن" و " وهن " و " قهر" و " يأس"
الجديرة جميعها بقتلك وأنت منغمس بعافيتك ..
فلمَ تسمح لنفسك بتجرع هذا السم رغم معرفتك بخطره ؟
أم أن نفسك لاتمثل لك بدور الأهمية شيء؟
أعلم أن كل شيء ومايدور حولك وبأسره تافه ولايتطلب منك كل هذا العنآء والبؤس !!
وإن وجدته كذلك وجدير ببقائك عاجزاً أبحث بجهد وكد عن ثغرة الأمل
التي ما إن تدخلها حتى تجدها كيان فسيح و واسع يعج بالحياة الجديدة ..
والتي سيعلمك معنى أن تحسن الظن بقدرك وقبله بربك ..
فأنت لاتملك غيب الأمور فلا توهم نفسك بأن مايحدث لك يستحق الألم
وبأنك شخص تعيس لا أمل في عودتك للوقوف مرة أخرى ..
فلاتعلم لربما أن ماحدث لك أفضل بكثير لك مما قد تمنيته أن يحدث وبأن خالقك
اختار لك
ماهو في مصلحة سعادتك آجلاً أم عاجلاً
فأحمده عز وجل على ما أصابك ..
وتمسك بالأمل وادخل لعالمه فسترى يومك يتعلم من الأمس ويعمل لليوم ويبتسم للغد ..
وتحرك واعمل واستفد من وقتك ولاتجعل للوساوس مدخلاً على قلبك ..
أملأه ولا تترك فراغاً بداخله بأشياء ترضي الخالق ..
وأزل عن عينك تلك الغمامة المتشائمة وانظر لغد مشرق ..
حتماً سيأتي طالما انتظرته ..





ومضة أخيرة
قال مولانا علي كرم الله وجهه : "
لقد عشت بالأمل فإن تحقق فهو من فضل الله وإن لم يتحقق فيكفي أن عشت به زمناً "
.... دمتم بكل أمل ينيــر دروبـــكم ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افْضِ مِنْ دَلْوك ..