الخميس، 22 يوليو 2010

يوم كنت 2

,


لأكمل لكم مرحلة ماقبل الدراسة والإختلاط بالعالم الخارجي والخروج من كينونة " الأمور طبيعية وتسير على خير مايرام "

ذهبت مرة أنا ووالدي للمستشفى لأخذ جرعتي من الأبر ( لمرض حل بي مبكراً ) , فعندما رأتني الممرضة قالت :ماشاء الله عروسه , بتدرسي ايه ؟
قلت لها : السنة الجايه بدرس , قالت لي : أنتي متأخره يعني علشان تعبانه ؟
قال والدي : عمرها ست سنوات وستجدين ذلك بالملف الذي أمامك " وكانت نبرة صوته توحي بأمر الإكتفاء لها " ..
قالت لي : أنتي عمرك ست سنوات !!!!!!
قلت لها : ايوه , بقيت تفاصيل ذاك اليوم بعقلي لاتبارحه لأنها نظرت نحوي وابتسمت , لا أعلم لمَ حتى اليوم ؟؟


كذلك حينما حان وقت دخولي للمدرسة .....
بدأ فصل جديد من حياتي


ذهبت بي والدتي نحو المدرسة لتقوم بتسجيلي فنظرت نحوي المديرة وسألت امي قائلة : كم عمرها ؟
قالت أمي : ست سنوات بس بعد شهرين بتدخل سبع سنوات 

قالت : ايييه ماشاء الله
قالت لي تعالي اقري هالحروف : ذهبت لها وقلت لها ألف باء تاء ثاء جيم وبعده خاء
قالت : ممتازة < كلمتها كانت تشجيع جميل ربما كان له جزء من الفضل بعد الله وبعد والديّ وبعد جهدي في حصولي على المراكز الاولى طيلة مراحل دراستي الحمدلله ..


حينما دخلنا المدرسة جلست مع الطالبات وتركتني والدتي لانها كانت تعتني بأخي الصغير , وربما كانت مطمئنة بأن لن يستطيع أحد على المساس بشعرة مني 
نادتني المعلمة وقالت لي : بس هنه بنات اول انتي بأي صف ؟
قلت لها : بأول انا ..
قالت لي لا يابنتي انتي قديدة هنه ؟ قلت لها لا انا بأول < حقاً كانت البراءة تعمني
قالت تعالي معايا وذهبت بي نحو المديرة وقالت : البت دي بصف كام ؟
قالت لها المديرة وهي تضحك < كانت تضحك نعم
لا هذي بأول وعمرها ترى ست سنوات بنبرة لن أنساها لها طيلة طيلة طيلة حياتي
قالت المعلمة عائشة : ايوه ايوه طيب روحي مع البنات هناك 


وذهبت وكن جميعهن ينظرن الي ( المديرة , المعلمة , طالبات فصلي (ب)  ) , بنظرة تعجب وربما فزع من مرحلة نموي المقبل .
بعد مرور اسبوع تقريبا من الجلوس بالساحة المدرسية واللعب وفوزي الدائم عليهن وامتناع المعلمة من اختياري لتتيح لهن اللعب حتى


حان موعد الصفوف الدراسية والطابور الصباحي , هنا نهضت مبكرة لأضع حقيبتي بالصف الأول بالطابور وبالفعل وصلت مبكرة وكان ذاك المكان خالٍ تماماً , وقفت به حتى سمعنا الصافرة لم يأتي أحد ليقف بجانبي 
نظرت لخلفي وجدتهن قد اصطففن وتركنني لوحدي !!
قلت لفتاة كانت متأخرة قليلاً : حليمة تعالي صفي معي , فأتت ووقفت بجانبي بصمت وهدوء منها , وبلا أي رغبة بالرفض أو حتى النقاش..

هنا أتت معلمتنا فرأتني وقد حجبت الرؤية عن طالبات فصلي , ليس كثيراً , فقالت لي : معلش ممكن ترقعي آخر وحده بس علشان صاحباتك عاوزين يشوفوا الإزاعة ازاي 
عدت إلى آخر الصف وطلبت معلمتي من الفتاة التي كانت تشغل هذا المكان بالتقدم لتأخذ مكاني " اللي هو الأول " 
كان حزني عميقاً , حتى أوشكت على البكاء


لكن توعدتهم بأخذ الكرسي الاول حتى وإن كنت أخيرة
بدأنا بالإنصراف نحو فصولنا هنا طلبت منا المعلمة أن نذهب لفصل أول (ب) , مشينا حتى لاحظت انشغالها عنا وذهابها لأخذ دفترها للحاق بحصتها , هنا ركضت ركضت بأقوى قوتي وألقيت بهن يمنة ويسرة وسارعت وأخذت كرسياً يقف مباشرة أمام السبورة وأطلقت تنهيدة نصر


هنا أتت المعلمة وقالت : ياحبيبتي ارقعي ورا بالكرسي الاخير بس ماعلش عاوزين صاحباتك يشوفوا الدرس معاكي صح ولا ايه ؟
عدت لذلك الكرسي الأخير والذي كان ينتظرني ليعلن خيبتي , لم أنتبه كثيراً لما قالته خلال الدرس فكنت تعيسة لخسارتي وأنا لم أعتدها مطلقاً , نعم فقد بدأت الامور تتلاشى عن الخير واليرام !!




يتبع




0 التعليقات:

إرسال تعليق

افْضِ مِنْ دَلْوك ..